كتبهم(١) ، كتب قد أظهرت أخلاق مؤلّفيها ومبلغ علمهم.
وأمّا الذين كانت لديهم الحميّة والشجاعة في الدفاع عن الفكر والتفكير والتحقيق(٢) فقد قرّظوا الكتاب(٣) بعبارات رائعة تنمّ عن تتبّع المؤلّف وجهده وعَنائه في تدوين الكتاب.
وهناك من أخفى استحسانه لئلاّ يثير غضب الحشويّين(٤) ـ الذين تغمرهم الدهشة عندما يرون أحداً يتفكّر في كنه شيء من العلم ـ حتّى لا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مثل كتاب (ظلمات أبي ريّة) لعبدالرزّاق حمزة وهو قاموس الشتائم والسباب ، وتشهد كلّ صفحة من هذا الكتاب أنّ مؤلّفه كان متخرّجاً من جامعة الهجاء والسبّ ، وذاكرته مشحونة بأنواع النبز والشتم في حقّ علماء المسلمين حتّى وصف بعضهم ـ العياذ بالله ـ بالحمار والبقر و....!! ولنعم ما قال محمّد بن علي الباقر صلوات الله عليه : «إيَّاكمْ وَالطَّعْنَ عَلَى الْمُؤْمِنِين....اِنَّ اللَّعْنَةَ إِذَا خَرَجَتْ مِنْ صَاحِبِهَا تَرَدَّدَتْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الَّذِي يُلْعَنُ ، فَإِنْ وَجَدَتْ مَسَاغاً وَإلاّ عَادَتْ إِلَى صَاحِبِهَا وَكانَ أَحَقَّ بِهَا ، فَاحْذَرُوا أَنْ تَلْعَنُوا مُؤْمِناً فَيَحِلَّ بِكم» ، بحار الأنوار ٦٩ / ٢٠٨.
(٢) «ما كنت أظنّ ـ عندما ظهرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب ـ أنّه سينال من إقبال القرّاء عليه ، ورضاهم عنه ، وتقديرهم إيّاه ، مثل ما نال ، والحمد لله. ذلك أنّه لم يكد ينقضي على ظهوره زمن قليل حتّى انتشر بين الأرجاء ونفدت نسخه كلّها ، ممّا دعا إلى إعادة طبعه». شيخ المضيرة ص١١ ، «طبع مرّتين في مدى سنتين ، ممّا لا يتّفق
وقوعه لأيّ كتاب إلاّ في الندرة». نفس المصدر ، ص٣٣.
(٣) كالأستاذ طناحي محرّر مجلّة (الهلال) ، الدكتور طه حسين ، العلاّمة السيّد مرتضى العسكري وغيرهم من العلماء.
(٤) وقال الوزير اليماني في (الروض الباسم) : «إنّما سمّوا بالحشوية لأنّهم يحشّون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله ، أي يدخلونها فيها وليست منها» ، أضواء : ٣٨٢. وقال محمّد بن نشوان : «إنّ الحشوية سمّوا بذلك لكثرة قبولهم الأخبار من غير إنكار».