والرِّمّ ، والغثّ والسمين ، لنرى مقدار موافقته للقرآن الذي لا يتطرّق إليه الشكّ ولا يبلغه الريب.
أضواء على السنّة المحمّدية :
لقد لمع كتاب أضواء على السنّة المحمّدية ورجح على سائر الكتب المدوّنة في هذا المضمار في زماننا ؛ بحيث استفاض أمره وأحدث ضجّةً في أرجاء العالم الإسلامي ، ممّا لم يحدث مثله لكتاب آخر في عصرنا الحاضر(١).
ومن الطبيعي إذا أراد المرء أن يصلح دينه ويعصمه في العقديّات لابدّ له أن يواجه الكثير ممّن يكرهون التحقيق والبحث والاجتهاد والحُرية في التفكير ، ولا يرون العلم إلاّ فيما أخذوه عن شيوخهم تلقيناً ، فهولاء جميعاً قد قابلوا المؤلّف بالشتم القاذع والسبّ الوضيع(٢) حتّى ظهر ذلك في عناوين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أضف إلى ذلك الطبعات الكثيرة للكتاب من أوّل يوم ظهوره في بلاد المسلمين وغيرهم.
(٢) والأقبح من ذلك كلّه أنّهم افتروا على المؤلّف ـ كما افتروا على غيره من العلماء من قبل ـ أنّه مات على عاقبة وخاتمة أمر أهل البدع والهوى ، ونقلوا عن شيخهم محمّد ابن محمّد المُختار الشنقيطيِّ : «أنَّ أبا ريّة عندما كان في وقت النزع الأخير وساعة الاحتضار حضره نفر من النّاسِ ، ورأوه وقد اسودّ وجههُ! وكان يصرخ مرعوباً فزِعاً بصوت عال ، وهو يقولُ : آه! ، آه! ، أبا هريرة أبا هريرة ، حتّى ماتَ على تلك الحالِ».
وهم يحاولون بهذا الكذب والبهتان أن لا يطمع أحد بقراءة كتب أبي ريّة وسائر من سلك العقلنة وغيره من أصحاب العقول الراجحة.... .