يذكرون الحديث
وفيه ما يخالف العقل والمنطق ، فيقولون : «إسناده جيّد أو حَسَن» أو «رَواهُ
البُخاري» ولا يعنيهم من أمر الدلالة في الحديث شيء.
ولكنّ اليوم وفي
عصرنا هذا فإنّ كتب الحديث والتفسير وغيرها صارت في متناول أيدي المسلمين وتراها
في كلِّ بيت ومعهد ومسجد ، فإذا قرأنا البعض من كتب شيوخهم بدا لنا العجب العجاب
لما نراه من الأحاديث في التفسير والتاريخ والأخلاق والطبّ وغيرها ممّا لا يوافقه
القرآن ولا يثبته علم صحيح ولا يقبله عقل صريح ولا يؤيّده حسّ ظاهر ، وهم لا
يعتنون بذلك ولا يفهمون من الصحّة والسقم إلاّ عبارة (رَواهُ البخاري) الذي روى من الأحاديث ما يضحك الثكلى فحينئذ تستحوذ علينا
الدهشة وتتملّكنا الحيرة أنّه كيف صدر عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) مثل هذا
الكلام السقيم والعاري عن الفصاحة والبلاغة وهو أبلغ من نطق بالضاد وأحكم من دعا
إلى الرشاد؟
والأنكى من هذا
كلّه هو احتجاج المستشرقين في كتبهم بهذه الأحاديث وهم الذين نتّهمهم ونرميهم
دائماً بأنّهم يطعنون في سيرتنا ويشوّهون وجه ملّتنا لئلاّ يهتدي أحد بهُداه أو
يستمع صَداه ، وإذا أمعنت يتّضح لك عياناً أنّه لا تثريب على الاستشراق وأهله بل
على أهل الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ