الّذي يموت له ثلاثة أولاد ؛ إذا حسن صبره واحتسابه وعزاؤه ، ورضاؤه بما جرى به القضاء عليه ؛ لأنّه بذلك لا يستحقّ الثواب والمدح ؛ وإذا كان إضمار الصبر والاحتساب لابدّ منه لم يكن في القول إغراء ؛ لأنّ كيفية وقوع الصبر ، والوجه الّذي إذا وقع عليه تفضّل الله سبحانه بغفران ما لعلّه يستحقّه من العقاب في المستقبل لا إغراء فيه.
وأكثر ما فيه أن يكون القول مرغّباً في حسن الصبر ، وحاثّاً عليه رغبة في الثواب ، ورجاءً لغفران ما لعلّه يستحقّ في المستقبل من العقاب.
٢٢ ـ تأويل خبر
إن سأل سائل عن معنى ما رواه(١) أبو هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله من قوله : «كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يكون أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه».
قلنا : قال أبو عبيد : سألت محمّد بن الحسن عن تفسيره فقال : هذا كان في أوّل الإسلام قبل أن تنزل الفرائض ، ويؤمر المسلمون بالجهاد.
قال أبو عبيد : كأنّه يذهب إلى أنّه لو كان يولد على الفطرة ، ثمّ مات قبل أن يهوّده أبواه أو ينصّراه ما ورّثاه ، وكذلك لو ماتا قبله ما ورّثهما ، لأنّه مسلم وهما كافران.
__________________
(١) ر : (أورده).