٢١ ـ تأويل خبر
إن سأل سائل عن معنى الخبر الّذي يرويه أبو هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال : «لا يموت لمؤمن ثلاثة من الأولاد فتمسّه النارُ إلاّ تَحِلَّة القسم».
الجواب : قيل له : أمّا أبو عبيد فقال : يعني بتحلّة القسم قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إلاّ وارِدُها)(١) ، فكأنّه قال : لا يرد النار إلا بقدر ما يبرّر الله قسمه.
قال ابن قتيبة : هذا مذهب حسن من الاستخراج ؛ إن كان هذا قَسَماً.
قال : وفيه مذهب آخر أشبه بكلام العرب ومعانيهم ؛ وهو أنّهم إذا أرادوا تقليل مكث الشيء وتقصير مدّته شبّهوه بتحلّة القسم ؛ وذلك أن يقول الرجل بعد حلفه : إن شاء الله ، فيقولون : ما يقيم فلان عندنا إلاّ تحلّة القسم ، وما ينام إلاّ كتحليل الأليّة.
قال مزاحم بن أحمر(٢) وذكر الريح :
__________________
(١) مريم : ٧١ ؛ (وَإِنْ مِنْكُمْ إلاّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً).
(٢) ليس من اسمه مزاحم بن أحمر ، وإنّما هناك شاعران أحدهما عمرو بن أحمر الباهلي. شاعر جاهلي مخضرم ، (ت ٧٥ هـ) وهو الذي وجدنا الشعر في ديوانه ، والآخر مزاحم العقيلي ، مزاحم بن الحارث ، أو مزاحم بن عمرو بن مرّة بن الحارث ، من بني عقيل بن كعب ، من عامر بن صعصعة. شاعر غزل بدوي ، من الشجعان. (ت ١٢٠ هـ).