فتتركها ملقاة لا تلتفت إليها.
قال الشاعر في الذمّ :
تَأبى قُضاعَةُ أَن تَعرِف لَكُم نَسَباً |
|
وَاِبنا نِزار فَأَنتُم بَيضَةُ البَلَدِ(١) |
أراد : (أن يعرف) فأسكن.
أقول : وفي المدح قولها(٢) :
لَو كانَ قاتلَ عَمرو غيرُ قاتلهِ |
|
لَكنتُ أَبكي عليهِ آخِرَ الأبدِ |
لَكنّ قاتِلَهُ مَن لا نظير(٣) له |
|
مَن كانَ(٤) يُدعَى قَديماً بَيضةَ البَلَدِ(٥) |
وأمّا الحبل فذكر على سبيل المثال ؛ والمراد المبالغة في التقليل والتحقير ؛ كما يقال : ما أعطاني فلان عقالاً ، وليس المراد بذكر الحبل الواحد من الحبال على الحقيقة ؛ وإذا كان هذا معنى الخبر زالت المناقضة وبطلت شبهة الخوارج في القليل والكثير.
أقول : وكذا شبهة داود ، وأهل الظاهر.
__________________
(١) ديوان الراعي النميري : ١١١.
(٢) أم كلثوم بنت عبد ودّ ، أم كلثوم بنت عبد ودّ العامرية. أخت عمرو بن عبد ود العامري ، قتله الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
(٣) ر : (نضير).
(٤) ر : (ولكن).
(٥) الزاهر في معاني كلمات الناس : ٤٠٤ ؛ وفيه بعض الاختلاف ، فالشطر الثاني من البيت الأوّل : بكيته ما أقام الروح في الجسد ؛ وفيه (من لا يعاب به) بدل (من لا نظير له).