المشمعة يشمّع به الله».
الجواب : المشمّعة هي(١) الضّحك والمزاح واللعب ، شمع الرّجل يشمع شموعاً ، وامرأة شموع إذا كانت كثيرة المزاح : والضّحك.
ومعنى الخبر أنّ من كان شأنه العبث بالناس والاستهزاء بهم ، والضحك منهم أصاره الله إلى حالة يعبث به ، ويستهزأ منه.
ويقارن هذا الحديث من وجه حديث آخر ؛ وهو : (من يسمّع الناس بعمله يسمّع الله به)(٢) ؛ والمعنى : من يرائي بأعماله ويظهرها تقرّباً إلى الناس واتّخاذاً للمنازل عندهم ؛ يشهّره الله تعالى بالرياء ويفضحه ويهتكه.
ويمكن في الخبر وجه آخر لم يذكر ؛ وهو أنّ من عادة العرب أن يسمّوا الجزاء على الشيء باسمه ؛ فلا ينكر أن يكون المعنى : من يتّبع اللهو بالناس ، والاستهزاء بهم يعاقبه الله على ذلك ويجازيه ؛ فسمّى الجزاء على الفعل باسمه ؛ وهذا الوجه أيضاً يمكن في الخبر الثاني.
١٩ ـ تأويل خبر
إنّ سأل سائل عن الخبر الّذي يرويه أبو هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال : «لا تناجشوا ولا تدابروا ، كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه».
__________________
(١) ر : (هو).
(٢) ر : (من يسمّع الناس بعمله يسمّع الله به).