خير من الآخذة ، وقال قوم : إنّ العليا هي الآخذة ، والسفلى هي المعطية.
قال المرتضى رضي الله عنه : إنّ معنى الخبر غير ما ذكر من الوجهين ؛ وهو أن يكون اليد هاهنا هي العطية والنعمة ؛ لأنّ النعمة قد تسمّى يداً ؛ فكأنّه عليه السلام أراد أنّ العطية الجزيلة خير من العطية القليلة. وهذا حثّ منه على المكارم ، وتحضيض على اصطناع المعروف بأوجز الكلام وأحسنه مخرجاً.
وهذا أولى من أن يحمل على الجارحة ؛ لأنّ من ذهب إلى ذلك وجعل المعطية خيراً من الآخذة لا يستمرّ قوله ؛ لأنّ فيمن يأخذ من هو خير عند الله ممّن يعطي ؛ ولفظة (خير) لا تحمل إلاّ على الفضل في الدين واستحقاق الثواب ؛ وأمّا من جعل الآخذة خيراً من المعطية فيدخل عليه هذا الطعن أيضاً ؛ مع أنّه قد قال قولاً شنيعاً ، وعكس الأمر.
١٦ ـ تأويل خبر
روى عقبة بن عامر عن النبيّ عليه السلام أنّه قال(١) : «لو كان القرآن في إهاب ما مسّته النار».
وقد ذكر متأوّلو (٢) الحديث في هذا الحديث وجوهاً كثيرة ، كلّها غير صحيحة.
__________________
(١) ر : (لو قال) بدل (قال).
(٢) ر : (متأولي).