والوضوء ، بضمّ الواو : المصدر ، وكذلك(١) أيضاً التّوضؤ والوضوء ، بفتح الواو : اسم لما يتوضأ به ، وكذلك الوَقود اسم لما توقد به النار : والوُقود ، بالضمّ : المصدر ، ومثله التوقّد ، وقد يجوز أن يكون الوقود ، بفتح الواو : المصدر ، وكذلك الوضوء بالفتح.
ولا يجوز في الوقود والوضوء بالضمّ إلاّ معنى المصدر وحده.
١٥ ـ تأويل خبر
روى أبو هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال : «خير الصّدقة ما أبقت غنى ، واليد العليا خير من اليد السُّفلى ، وابدأ بمن تعول».
وقد قيل في قوله : (خير الصّدقة ما أبقت غنى) : قولان :
أحدهما : أنّ خير ما تصدّقت به ما فضل من قوت عيالك وكفايتهم ، فإذا خرجت صدقتك عنك إلى من أعطيت خرجت عن استغناء منك وعن عيالك عنها ؛ ومثله الحديث الآخر : «إنّما الصّدقة عن ظهر غنىً». وقوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)(٢) ؛ قال : ما فضل عن أهلك.
والجواب الآخر : أن يكون أراد : خير الصّدقة ما أغنيت به من أعطيت عن المسألة ، أي تجزل له في العطيّة ، فيستغني بها ويكفّ عن المسألة.
وقوله : (اليد العليا خير من اليد السّفلى) ، قيل : يريد أنّ اليد المعطية
__________________
(١) ر : (لذلك).
(٢) البقرة : ٢١٩.