يفرط أو خلط غالب كالبلغم المفرط وترك التلاوة مدّة مديدة ، وإنّما شبّه بالأجذم لما في اليد ، وقد يكون لإهمال الدرس هو المذموم لا الأوّل من الجمال والحسن ، وفي فقدها من التشويه والوحاشة ، وإن كان المراد بالأجذم المجذوم كما في شكل المجذوم من الوحاشة فإنّه يغيّر الوجه ويضيق العين وينثر الأنامل ويزول رونق الحياة عنه.
٢ ـ تأويل خبر
روى أبو عبيد القاسم بن سلاّم ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «من أحبّنا أهل البيت فليعدّ(١) للفقر جلباباً ، أو تجفافاً»(٢).
وقال : وقد تأوّل بعضهم هذا الخبر على أنّه أراد به الفقر في الدّنيا ، قال : وليس ذلك كذلك ؛ إنّا نرى فيمن يحبّهم مثل ما في سائر الناس ، من الغنى والفقر. قال : والصّحيح أنّه أراد به الفقر يوم القيامة ، وأخرج الكلام مخرج الموعظة والنصيحة والحثّ على الطاعات ، فكأنّه قال : من أحبّنا فليعدّ لفقره يوم القيامة ما يجبره من الثّواب ، والقرب إلى الله تعالى ، والزّلفة عنده.
أقول : الناس كلّهم مشتركون فيما ذكر ، لكن إنّما خصّهم بالذكر لكونهم هم أهل الحقّ والفئة الناجية.
__________________
(١) في الأمالي : (فليستعدّ).
(٢) درسنا هذا الحديث وما حوله من الآراء في مقالة نشرتها مجلّة (علوم حديث) العلمية المحكمة العدد ٦٩ باللغة الفارسية.