الأغراض المستحقّة أن يكونوا مثل كاملي العقول ؛ فإنّ الخبر متظاهر ، والأمّة متّفقة على أنّهم في الآخرة ، وعند دخولهم الجنّة يكونون على أكمل الهيئات ؛ وأفضل الأحوال ؛ وإنّ عقولهم تكون كاملةً.
وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام ؛ وابن عبّاس ، ومجاهد ، ويحيى بن يعمر ، ومسلم بن صبيح ، أنّهم قرؤوا سألت بفتح السين وسكون التاء(١) وبضم الياء من قتلت ، بأيّ ذنب قتلت.
وقرأ عاصم : قُتِلَتُ بضمّ التاء.
وقرأ أبو جعفر : قُتِّلَتْ بالتشديد وإسكان التاء.
وقرئ الْمَوَدَةُ بفتح الميم والواو. ويعني الرحم والقرابة ، وأنّه يسأل قاطعها.
والموءودة وإن كان لفظها لفظ الواحد فالمراد بها الجنس ، وهي المقتولة الصغيرة ، وكانت العرب تئد البنات بأن يدفنوهنّ أحياء ، لأنّهم كانوا يقولون : الملائكة بنات الله ، فنحن نلحق البنات بالله ، فهو أحقّ بالبنات.
وكانوا يقتلونهنّ(٢) خشية الإملاق ، وخشية العار.
وإنّما قيل لها موءودة ؛ لأنها ثقّلت بالتراب الّذي طرح عليها حتّى ماتت.
__________________
(١) م / ر : (الباء).
(٢) م/ ر : (يقتلونهم).