٧٠ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ)(١)
فقال : كيف يصحّ أن يسأل من لا ذنب له ولا عقل له؟ وأيّ فائدة في سؤالها عن ذلك؟ وما الموءودة؟ ومن أيّ شيء اشتقاق هذه اللفظة؟
الجواب : قلنا : أمّا معنى (سُئِلَتْ) ففيه وجهان :
أحدهما : أن يكون المراد أن قاتلها(٢) طولب بالحجّة في قتلها ، وسئل عن قتله لها ، وبأيّ ذنب كان ؛ على سبيل التوبيخ والتعنيف وإقامة الحجّة. فالقتلة هم هم المسؤولون على الحقيقة لا المقتولة ؛ وإنّما المقتولة مسؤول عنها. ويجري هذا مجرى : سألت حقّي ، أي طالبت به.
والوجه الآخر : أن يكون السؤال توجّه إليها على الحقيقة على سبيل التوبيخ لقاتلها ، والتقريع له ، والتنبيه على أنّه لا حجّة له في قتلها(٣) ؛ ويجري هذا مجرى قوله لعيسى عليه السلام : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ)(٤) ، على طريق التوبيخ لقومه وإقامة الحجّة عليهم.
فإن قيل : كيف يخاطب ويسأل من لا عقل له ولا فهم!؟
قلنا : الأطفال وإن كان من جهة العقل لا يجب في وصولهم إلى
__________________
(١) التكوير : ٨ ، ٩.
(٢) ر : (قائلها).
(٣) م / ر : (مثلها).
(٤) المائدة : ١١٦.