فنسق (يبعد) على (ينأ) وهو هو بعينه ، وبقول عديّ(١) :
............................. |
|
وألفى قولها كذباً ومينا(٢) |
والمين الكذب.
وثانيها : أن يكون الكتاب التوراة ، والفرقان انفراق البحر الّذي أوتيه موسى عليه السلام.
وثالثها : أن يراد بالفرقان الحلال والحرام ، والفرق بين موسى وأصحابه وبين فرعون وأصحابه ؛ لأنّ الله قد فرّق بينهم في أمور كثيرة ؛ منها أنّه نجّى هؤلاء وأغرق أولئك.
ورابعها : أن يكون المراد بالفرقان القرآن ، ويكون المعنى في ذلك : وآتينا موسى التوراة والتصديق والإيمان بالفرقان الّذي هو القرآن ؛ لأنّه كان مؤمناً بمحمّد وبما جاء به ، ومبشّراً ببعثته.
وخامسها : أن يكون المراد بالفرقان القرآن ، ويكون تقدير الكلام : (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) الّذي هو التوراة ، وَآتينا محمّدا الْفُرْقانَ ، فحذف ما حذف ممّا يقتضيه الكلام ؛ كما حذف الشاعر في قوله :
تَراهُ كَأَنَّ اللَهَ يَجدَعُ أَنفَهُ |
|
وَعَينَيهِ إِن مَولاهُ كانَ لَهُ وَفرُ(٣) |
__________________
(١) هو عدي بن زيد العبادي.
(٢) الشعر والشعراء ، ١ : ٢٢٠ ؛ والشطر الأوّل : وقدّمت الأديم لراهشيه ؛ والراهشان : عرقان في الذراعين ، والأديم : النطع.
(٣) نسبه الجاحظ إلى من يدعوه بخالد بن الطفيان (الحيوان ، ٦ : ٣٣٧) ، وفيه : (أذنيه)