قوله : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فالأكثر حمله على أنّ المراد بمن شهد ، من كان مقيماً في بلده غير مسافر. وأبو عليّ حمله على من أدرك الشهر وشاهده وبلغ إليه وهو متكامل الشروط فليصمه.
الأوّل أقوى من حيث يحتاج في الثاني إلى الإضمار(١) أكثر ممّا يحتاج إليه في الأوّل.
٦٧ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(٢).
فقال : كيف يكون الفرقان ، والفرقان القرآن؟
الجواب : قلنا : قد ذكر في ذلك وجوه :
الأوّل : أن يكون الفرقان بمعنى الكتاب المتقدّم ذكره ؛ وهو التوراة ،وكتب الله كلّها فرقان ، تفرّق بين الحقّ والباطل ، والحلال والحرام.
واستشهد على ذلك بقول طرفة :
فَما لي أَراني وَاِبنَ عَمِّيَ مالِكاً |
|
مَتى أَدنُ مِنهُ يَنأَ عَنّي وَيَبعُدِ(٣) |
__________________
(١) م / ر : (من الإضمار إلى) بدل (إلى الإضمار).
(٢) البقرة : ٥٣.
(٣) شرح القصائد العشر : ٨٨.