إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العدد [ ١٢٤ ]

تراثنا ـ العدد [ ١٢٤ ]

405/494
*

جملةً واحدةً إلى سماء الدنيا في شهر رمضان ، ثمّ فرق إنزاله بعد ذلك على نبيّه بحسب ما تدعو الحاجة إليه.

أقول : في هذا الوجه نظر.

وقيل : المراد به أنّه أنزل في فرضه وإيجاب صومه على الخلق القرآنَ ؛ فيكون فِيهِ بمعنى في فرضه ، كما يقول القائل : أنزل الله في الزكاة كذا ، يريد في فرضها ، وأنزل الله في الخمر كذا ، يريد في تحريمها.

وهذا الجواب ضعيف ؛ لأنّه يجب على هذا الجواب أن يكون قد أنزل في فرض الصيام جميع القرآن ؛ فإن قيل : المراد أنّه أنزل في فرضه شيئا من القرآن.

قيل : فهلاّ(١) اقتصر على هذا ، وحمل الكلام على أنّه تعالى أنزل شيئا من القرآن في شهر رمضان.

والجواب الصحيح : أنّ قوله تعالى : (الْقُرْآنُ) في هذا الموضع لا يفيد العموم والاستغراق ، وإنّما يفيد الجنس ، فكأنّه قال : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ) هذا الجنسُ من الكلام ؛ فأيّ شيء نزل منه في الشهر فقد طابق الظاهر.

أقول : المعنى شهر رمضان الذي ابتدئ فيه نزول القرآن أي أوّل ما نزل القرآن ، إنّما كان فيه.

__________________

(١) ر : (فألا).