خَلَقَكُمْ ومَا تَعْمَلُونَ)(١).
فقال : أليس ظاهر هذا القول يقتضي أنّه خلق الأعمال ؛ فكأنّه قال : خلقكم وخلق أعمالكم.
الجواب : المراد بقوله : (وَما تَعْمَلُونَ) أي ما تعملون فيه من الحجارة والخشب وغيرهما ؛ ممّا كانوا يتّخذونه أصناماً ويعبدونها.
كما أنّ المراد بقوله : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) لأنّه لم يرد أنّكم تعبدون نحتكم الّذي هو فعل لكم ؛ بل أراد ما تفعلون فيه النّحت.
٦٦ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)(٢) الآية.
فقال : أخبر تعالى بأنّه أنزل فيه القرآن ، وقد أنزله في غيره من الشهور؟ وما معنى قوله : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)؟ وهل أراد الإقامة والحضور اللذين(٣) هما ضدّ الغيبة ، أو أراد المشاهدة والإدراك؟
الجواب : قلنا : قوله : (أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) قد قيل : إنّه أنزل القرآن
__________________
(١) الصافات : ٩٥ ، ٩٦.
(٢) البقرة: ١٨٥؛ (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنات مِنَ الْهُدىوَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
(٣) م/ ر : (اللذان).