مِنْها زَوْجَها) قال : ويجوز أن يكون عنى بقوله : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس واحِدَة) المشركين خصوصاً.
ويجوز أن يكون المعنى في : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس واحِدَة) خلق كلّ واحد منكم من نفس واحدة ؛ كقوله(١) : (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً)(٢) ؛ أي فاجلدوا كلّ واحد ثمانين جلدة.
وقال تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها)(٣) ؛ فلكلّ نفس زوج هو منها أي من جنسها.
(فَلَمَّا تَغَشَّاها) ، أي فلمّا تغشّى كلّ نفس زوجها.
وقال قوم : معنى (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) أي طلبا من الله أمثالاً للولد الصالح فأشركا بين الطّلبين ويكون الهاء في : (لَهُ) راجعة إلى الصالح.
أقول(٤) : الأجود الأقرب أن يكون في الكلام حذف ويكون التقدير : جعل بعض أولادهما له شركاء ولهذا قال : (فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
٦٥ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (قالَ أتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ
__________________
(١) ر : (كقولهم).
(٢) النور : ٤.
(٣) الروم : ٢١.
(٤) ر : (أنا).