عمل على عكسه لكانت قصّة واحدة وذهب الغرض.
وأمّا إخراج الخطاب مخرج ما يتوجّه إلى الجميع والقاتل واحد فعلى عادة العرب في خطاب الأبناء بخطاب الآباء ، وخطاب العشيرة بما يكون من أحدها ؛ فيقول أحدهم : فعلت بنو تميم كذا ؛ وإن كان الفاعل واحداً.
وقيل : إن القائل كان اثنين ، وقيل : جماعة.
ومعنى (فَادَّارَأْتُمْ فيها) : فتدافعتم ، وألقى بعضكم القتل على بعض ؛ يقال : دارأت فلاناً إذا دافعته وداريته ، إذا لاينته ، ودريته إذا ختلته.
والهاء في قوله : (فِيها) يعود إلى النفس ، وقيل : إلى القتلة.
وأمّا قوله : (كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى) فالإشارة وقعت فيه إلى قيام المقتول عند ضربه ببعض أعضاء البقرة ؛ لأنّه روي أنّه قام حيّاً وأوداجه تشخب دماً ، فقال : قتلني فلان!
ونبّه الله بهذا الكلام وبذكر هذه القصة على جواز ما أنكر(١) مشركو قريش واستبعدوه من البعث وقيام الأموات.
أقول : وجدت بعض العلماء قد قال : المراد بالبقرة النفس الناطقة وإن من قتلها بالرياضات عاش حياة طيبة حياة الأبد ، قالت الحكماء : من مات بالإرادة عاش بالطبيعة.
__________________
(١) م / ر : (أنكروا).