قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُر فَكَذَبَتْ)(١) تقديره : فقد صدقت ، فقد كذبت.
ومنها : أن يكون معنى الكلام : وقالت اليهود يد الله مغلولة فغلّت أيديهم ، أو وغلّت أيديهم ، وأضمر الفاء أو الواو ؛ لأنّ كلامهم تمّ ، واستؤنف بعده كلام آخر ؛ ومثله : (قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً) (٢) وأراد : فقالوا ؛ فأضمر الفاء ؛ لتمام الكلام.
ومنها : أن يكون القول خرج مخرج الدعاء ؛ إلاّ أن معناه التعليم من الله تعالى لنا والتأديب ؛ فكأنّه علّمنا ما ينبغي أن نقوله فيهم ، كما علّمنا الاستثناء في قوله : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)(٣)
أقول : قرئت هذه الآية على رجل يهوديّ ، فرفع يده وقال : إن أيدينا لم تغلّ فصفع القارئ ذلك اليهوديّ في قَذاله(٤) فلم يجرأ أن يصفع كما صفعه فقال القارئ : هذا هو غلّ يدك.
٤٦ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ
__________________
(١) يوسف : ٢٦، ٢٧.
(٢) البقرة : ٦٧ ؛ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً).
(٣) الفتح : ٢٧.
(٤) مؤخر الرأس.