سيم الخسف ؛ وسيم خطّة الضّيم ؛ قال الكميت في الإسامة(١) :
رَاعِيَاً كانَ مُسجِحَاً فَفَقَدنَا |
|
هُ وَفَقدُ المُسِيمِ هُلكُ السَّوَامِ(٢) |
وذهب قوم إلى أنّ السّوام في البيع من هذا ؛ لأنّ كلّ واحد من المتبايعين يذهب فيما يبيعه من زيادة ثمن أو نقصانه إلى ما يهواه ، كما يذهب سوائم المواشي حيث شاءت.
وقد جاء في الحديث : «لا سومَ قبل طلوع الشّمس» فحمله قوم على أنّ الإبل وغيرها لا تُسام قبل طلوع الشّمس ؛ كيلا ينتشر ويفوت الراعي.
وحمله آخرون على أنّ السوم قبل طلوع الشّمس في البيوع مكروه ، لأنّ السّلعة المبيعة يستتر عيوبها أو بعضها ، فيدخل ذلك في بيوع الغرر المنهيّ عنها.
فأمّا الخيل المسوّمة ، فقد قيل : إنّها المعلّمة بعلامات ؛ مأخوذة من السّمة هي العلاّمة.
وقيل : المسوّمة : الحسان.
وقال آخرون : بل هي الراعية ؛ والكلّ يرجع إلى أصل واحد ، وهو معنى العلامة ، لأنّ تحسين الخيل يجري مجرى العلامة فيها.
وقد قيل : إن السّوم من الرّعي يرجع إلى هذا المعنى أيضاً ، لأنّ الراعىَ يجعل في الموضع الذي يرعاها فيه علامات.
__________________
(١) هي الإطلاق في الرّعي.
(٢) شعر الكميت بن زيد الأسدي ،٢ : ١٧٧ ؛ مسجحاً : رفيقاً سهلاً.