(وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ)(١) ، وقوله : (مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ)(٢)؟.
الجواب : قلنا : في قوله : (وَمِنْهُ شَجَرٌ) وجهان :
أحدهما : أن يكون المراد منه سقي شجر ، وشرب شجر ؛ فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه.
والوجه الآخر : أن يكون المراد : من جهة الماء شجر ، ومن سقيه وإنباته شجر ؛ فخذف الأوّل وخلفه الثاني ، قال زهير(٣) :
أمِن أمِّ أوفَى دِمنةٌ لم تَكَلَّمِ |
|
بِحَومانَةِ الدُّرَّاجِ فالـمُتَثَلَّمِ(٤) |
أراد : من ناحية أمّ أوفى.
فأمّا قوله تعالى : (فِيهِ تُسِيمُونَ) فمعناه ترعون ؛ يقال : أسام الإبل يسيمها إسامة ؛ إذا رعاها وأطلقها فرعت متفرقة حيث شاءت ؛ وسوّمها أيضاً يسوّمها من ذلك ؛ وسامت هي إذا رعت ؛ فهي تسوم ، وهي إبل سائمة ؛ ويقال : سمتها الخسف ؛ إذا تركتها على غير مرعى ؛ ومنه قيل لمن أذلّ واهتضم :
__________________
(١) آل عمران : ١٤.
(٢) هود : ٨٣.
(٣) زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني ، من مُضَر. صاحب المعلّقة ، حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمّة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافّة. (ت ١٣ ق. هـ).
(٤) شرح القصائد العشر : ١٠٢ ؛ هو أوّل المعلّقة ؛ الدمنة : آثار الناس وما سودوا من الرماد وغيره. ولم تبيّن : لم تكلّم. وحومانة الدرّاج والمتثلّم : موضعان.