وأمّا قوله في الملائكة : (مُسَوِّمِينَ) ؛ فأراد به معلّمين ، وكذا قوله : (مُسَوَّمَةً)(١) أي معلمة ؛ قيل : كان علمها كأمثال الخواتيم.
٤٤ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ)(٢)
فقال : كيف جاءت أَوْ بعد ما لا يجوز أن يعطف عليه؟ وما الناصب(٣) لـ (يَتُوبَ)؟
الجواب : قلنا : قد ذكر في ذلك وجوه :
أوّلها : أن يكون قوله : (أَوْ يَتُوبَ) معطوفاً على قوله : (لِيَقْطَعَ طَرَفاً) والمعنى أنّه تعالى عجّل لكم هذا النصر ، وحكم به ليقطع طرفاً من الذين كفروا ، أي قطعة منهم ، وطائفة من جميعهم أو يكبتهم ؛ أي يغلبهم ويهزمهم فيخيّب سعيهم ، أو يرجعوا فيتوبوا ويؤمنوا ، فيقبل الله ذلك منهم ، ويتوب عليهم ، أو يكفروا بعد قيام الحجج ، والدلائل ، فيموتوا أو يقتلوا كافرين ؛ فيعذّبهم الله بالنار ؛ ويكون على هذا الجواب قوله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ) معطوفاً على قوله : (وَمَا النَّصْرُ إلاّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) ؛
__________________
(١) في قوله تعالى : (حِجارَةً مِنْ سِجِّيل مَنْضُود).
(٢) آل عمران : ١٢٨.
(٣) م / ر : (النصب).