يقوم مقام الإجابة ، فكأنّه مجاب على كلّ حال.
ومعنى (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) ، أي فليجيبوني ، قال الشاعر(١) :
وَداع دَعا يا مَن يُجيبُ إلى النَّدَى |
|
فلم يَستَجِبْهُ عِندَ ذاك مُجيبُ(٢) |
أي لم يجبه.
أقول : إن الله تعالى قال : (أَوْفُوا بِعَهْدي أُوفِ بِعَهْدِكُم)(٣) ومن وفى بعهد الله وفى الله بعهده ، ومن لم يوف بعهد الله لا يجب على الله أن يوفي بعهده إليه ، ففي الكلام شرط إذا حضر المشروط.
٤٣ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ)(٤).
فقال : إذا كان الشجر ليس ببعض للماء كما كان الشراب بعضاً له ؛ فكيف جاز أن يقول : (وَمِنْهُ شَجَرٌ) بعد قوله : (مِنْهُ شَرابٌ)؟ وما معنى (تُسِيمُونَ)؟ وهل الفائدة في هذه اللفظة هي الفائدة في قوله تعالى :
__________________
(١) هو كعب بن سعد بن عمرو الغَنوي ، من بني غني من قيس بن عيلان (ت ٥ ق. هـ).
(٢) جمهرة أشعار العرب : ٣٢٣.
(٣) البقرة : ٤٠. (يا بَني إسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ).
(٤) النحل : ١٠