فأمّا قوله : (إنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ)(١) ، وقوله : (إلاّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلى)(٢) ؛ وقوله : (وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاة تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ)(٣) ؛فمحمول أن هذه الأفعال المقصود بها ثوابه ، والقربة إليه ، والزلفة(٤) عنده.
فأمّا قوله : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(٥) ، فمعناه : فثمّ الله ، لا على معنى الحلول ، ولكن على معنى التدبير والعلم ، ويحتمل أن يراد به : فثمّ رضا الله وثوابه والقربة إليه.
ويحتمل أن يراد بالوجه الجهة ، ويكون الإضافة بمعنى الملك والخلق والإنشاء والإحداث ؛ لأنّه قال : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) ؛ أي الجهات كلّها لله وتحت ملكه.
٤٢ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)(٦)
__________________
(١) الإنسان : ٩.
(٢) الليل : ٢٠.
(٣) الروم : ٣٩.
(٤) م / ر : (الرفعة) بدل (الزلفة).
(٥) البقرة : ١١٥.
(٦) البقرة : ١٨٦.