والوجه : المذهب والجهة والناحية.
والوجه : القدر والمنزلة ؛ ومنه قولهم : لفلان وجه عريض ، وفلان أوجه من فلان ، أي أعظم قدراً وجاهاً ، ويقال : أوجهه السلطان ، أي جعل له جاهاً.
والوجه : الرئيس المنظور إليه ؛ يقال : فلان وجه القوم.
ووجه الشيء : نفسه وذاته ؛ وقوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ ناضِرَةٌ * إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذ باسِرَةٌ)(١) ، وقوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ ناعِمَةٌ)(٢) ، لأنّ جميع ما أضيف إلى الوجوه في ظاهر الآية ؛ من النظر ، والظنّ ، والرّضا لا يصحّ إضافته في الحقيقة إليها وإنّما تضاف إلى الجملة ، ومعنى قوله : (كُلُّ شَيْ ء هالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ) ؛ أي إلاّ إياه ؛ وكذلك : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فان وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرامِ) ؛ وممّا يدلّ على أن المراد بوجهه نفسه قوله تعالى : (وَيَبْقىِ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرامِ) لم يقل (ذي الجلال) كما قال : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرامِ)(٣) ؛ لما كان اسمه غيره.
ويمكن في قوله تعالى : (كُلُّ شَيْء هالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ) وجه آخر ؛ وهو أن يكون المراد بالوجه ما يقصد به إلى الله تعالى ويوجّه نحو القربة إليه أي كلّ فعل يقصد به غيره فهو هالك باطل.
__________________
(١) القيامة : ٢٢ ـ ٢٤.
(٢) الغاشية : ٨.
(٣) الرحمن : ٧٨.