من كان مسروراً بمقتل مالك |
|
فليأت نسوتنا بوجه نهار(١) |
والوجه : القصد في الفعل ؛ ومنه قوله تعالى : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ)(٢) ؛ معناه : من قصد بأمره وفعله إلى الله ، وأراده بهما. وكذلك قوله : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ)(٣).
وأنشد الفرّاء :
أستَغفِرُ اللّهَ ذَنباً لَستُ مُحصِيَهِ |
|
رَبَّ العِبادِ إليه الوَجهُ وَالعَمَلُ(٤) |
أي القصد ؛ ومنه قولهم في الصلاة : (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ)(٥) ؛ أي قصدت قصدي بصلاتي وعملي ؛ وكذلك قوله : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ)(٦).
والوجه : الاحتيال للأمر ؛ من قولهم : كيف الوجه لهذا الأمر؟ وما الوجه فيه؟ أي ما الحيلة؟
__________________
(١) الأغاني ، ١٧ : ١٢٨ ؛ الحماسة ، بشرح المرزوقي ٩٩٥ ؛ أي غداة كلّ يوم. وقيل : وجه نهار : موضع.
(٢) لقمان : ٢٢ ؛ (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌّ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الأُمُور).
(٣) النساء : ١٢٥ ؛ (وَمَنْ أَحْسَنُ ديناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهيمَ حَنيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهيمَ خَليلا).
(٤) أدب الكاتب : ٥٢٤.
(٥) الأنعام : ٧٩ ؛ (إنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ حَنيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكين).
(٦) الروم : ٤٣.