إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العدد [ ١٢٤ ]

تراثنا ـ العدد [ ١٢٤ ]

314/494
*

الله أنزل السحر على لسان جبرائيل وميكائيل وإلى سليمان ، فأكذبهم بذلك.

ويجوز أن يكون هاروت وماروت يرجعان إلى الشياطين ، كأنه قال : ولكن الشياطين هاروت وماروت كفروا ؛ وشاع ذلك كما شاع قوله : (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ)(١) ، يعني حكم داود وسليمان.

ويكون قوله : (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَد حَتَّى يَقُولا) راجعاً إلى هاروت وماروت اللذين هما من الشياطين ، أو من الإنس المتعلّمين السحر من الشياطين والعاملين به. ومعنى قولهما : (إنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) على طريق الاستهزاء والتماجن والتخادع ، ويجوز أيضاً على هذا التأويل الّذي يتضمّن النفي أن يكون هاروت وماروت اسمين لملكين ، ونفى عنهما إنزال السحر لقوله : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) ويكون قوله : (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَد) يرجع إلى فئتين من الجنّ أو إلى الشياطين الجنّ والإنس.

وقد روي هذا التأويل في حمل ما على النفي عن ابن عبّاس وغيره من المفسّرين. وروي عنه أيضاً أنّه كان يقرأ : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) بكسر اللام ، ويقول : متى كان العلجان ملكين! إنّما كانا ملكين ؛ وعلى هذه القراءة لا ينكر أن يرجع قوله : (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَد إ ليهما).

أقول : وهذه القراءة قراءة الحسن البصري وجماعة من التابعين.

فأمّا قوله تعالى : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَد إلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ)

__________________

(١) الأنبياء : ٧٨.