في وقت واحد سؤالات مختلفة من أمور الدنيا والآخرة ، فيجزي كلّ عبد بمقدار استحقاقه ومصلحته ، فيوصل إليه عند مسألته ما يستوجبه بحدٍّ ومقدار ؛ فأعلمنا أنّه سريع الحساب ، أي سريع القبول للدعاء بغير احتباس(١) وبحث عن المقدار الّذي يستحقّه الداعي.
ويمكن في الآية وجه آخر ، وهو أن يكون المراد بالحساب محاسبةَ الخلق على أعمالهم يوم القيامة وموافقتهم عليها ، ويكون الفائدة في الإخبار بسرعة الحساب الإخبار عن وقت الساعة ؛ كما قال : سَرِيعُ الْعِقابِ.
وهذا غير(٢) الجواب الأوّل ؛ لأنّ الأوّل مبنيّ على أنّ الحساب في الآية هو الجزاء والمكافأة على الأعمال ، وفي هذا الجواب لم يخرج الحساب عن بابه وعن معنى المحاسبة ، والمقابلة بالأعمال.
والجواب الثاني اعتمده أبو عليّ الجبّائي ، والثالث والرابع ضعيفان.
٢٧ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب)(٣).
__________________
(١) م : (اختصاص).
(٢) م / ر : (عن).
(٣) البقرة : ٢١٢. وتمام الآية : (زُيِّنَ لِلَّذينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذينَ آمَنُوا وَالَّذينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابُ).