عليهم ، فيجوز إضافتها إليهم وحمل لفظة (فِي) على معنى (الباء) جائز لقيام بعض الصّفات مقام بعض ؛ يقولون : رضيت عنك ، ورضيت عليك.
وسابعها : وهو جواب اختاره أبو مسلم بن بحر ، قال : المضمرون في قوله : (أَيْدِيهِمْ) الرسل ، وكذلك المضمرون في ، (أَفْواهِهِمْ) ، والمراد باليد هاهنا ما نطق به الرسل من الحجج والبيّنات ؛ واليد تقع على النعمة وعلى السلطان ، وعلى الملك ، وعلى العهد والعقد ؛ والّذي أتى به الأنبياء قومهم هو الحجّة والسلطان ، وهو النعمة ، وهو العهد ، فكلّ ذلك يقع عليه اسم اليد. ولمّا كان ما يعظ به الأنبياء قومهم وينذرونهم به إنّما يخرج من أفواههم ، فردّوه وكذّبوه.
وقيل : إنّهم ردّوا أيديهم في أفواههم ، أي إنّهم ردّوا القول من حيث جاء.
٢٤ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ)(١).
فقال : كيف يصحّ القول بأنّها رجعت عليه وهي لم تخرج من يده؟
الجواب : قلنا : في ذلك وجوه :
__________________
(١) البقرة : ٢١٠ ؛ وتمام الآية : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فيَ ظُلَل مِنَ الْغَمامِ والْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُور).