٢٢ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ)(١).
فقال : أيّ معنى لقوله : (بِأَفْواهِهِمْ) ومعلوم أنّه لا يكون إلاّ بالأفواه(٢)؟
الجواب : قلنا : القول يحتمل معنيين في كلام العرب :
أحدهما : القول باللّسان ، والآخر القول بالقلب ، فالقول الّذي يضاف إلى القلب هو الظّنّ والاعتقاد ، ولهذا المعنى ذهبت العرب بالقول مذهبَ الظّن ، وقالوا : أتقول عبد الله خارجاً؟ أي تظنّ. قال الشاعر(٣) :
__________________
تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَريضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيام أَوْ صَدَقَة أَوْ نُسُك فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّام فِي الْحَجِّ وَسَبْعَة إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَديدُ الْعِقابَ).
هاتان الآيتان الأخيرتان في حاشية الأمالي.
(١) التوبة : ٣٠. وتمام الآية : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
(٢) م : (بأفواه).
(٣) البيت لعمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي ، أبي الخطّاب ، المعروف بعمر بن أبى ربيعة (ت ٩٣ هـ).