ويستعملون اللام وغيرها(١) في خلافه ؛ ألا ترى أنّهم لا يقولون : عمرت على فلان ضيعته ، ولا : ولدت عليه جاريته ؛ بل يقولون : عمرت له ضيعته ، وولدت له جاريته ؛ وهكذا من شأنهم إذا قالوا : (قال عليّ) ؛ و (روى عليّ) ؛ فإنّه يقال في الشرّ والكذب. وفي الخير والحقّ يقولون : (قال عنّي) و (روى عنّي) ؛ ومثله : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ)(٢) ، ولو كان خيراً لقيل : عنه ، وقال : (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(٣) ، وقوله : (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)(٤).
[أقول :] لا يخفى ما فيه من التعسّف البارد والإضمار لغير الكلام والكلّ خلاف الأصل.
وثالثها : أن يكون (مِنْ فَوْقِهِمْ) تأكيدا للكلام وزيادة في البيان ، كما قال تعالى : (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(٥) ، والقلب لا يكون إلاّ في الصدر ؛ وقوله : (يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ)(٦) وقوله : (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ)(٧).
__________________
(١) م : (في غيرها).
(٢) البقرة : ١٠٢.
(٣) آل عمران : ٧٥.
(٤) يونس : ٦٨.
(٥) الحج : ٤٦.
(٦) الأنعام : ٣٨ ؛ وتمام الآية : (وَما مِنْ دَابَّة فِي الأَرْضِ وَلا طائِر يَطيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْء ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ).
(٧) البقرة : ١٩٦ ؛ (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا