أجل الدّواء ؛ كذلك يكون معنى الآية فخرّ من أجل كفرهم السّقف من فوقهم ؛ قال الشاعر :
أرمي عليها وهي فرع أجمع |
|
...................................(١) |
أراد : أرمي عنها. ولو أنّه تعالى قال على هذا المعنى : (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ) ، ولم يقل : (مِنْ فَوْقِهِمْ) جاز أن يتوهّم متوهّم أنّ السقف خرّ وليس هم تحته.
أقول : هذا وجه ضعيف وفيه تعسّف شديد والأوّل : أنّه توكيد وله نظائر كثيرة في الكلام.
وثانيها : أن يكون (على) بمعنى اللام ؛ والمراد : فخـرّ لهم السقف ؛ فإنّ (على) يقام مقام اللام ؛ وحكي عن العرب : ما أعطيك عليّ! وما أعمل عليّ!(٢) ما يريدون : ما أعطيك ، وما أعمل لي!
ويقولون : تداعت على فلان دارُه ، واستهدم(٣) عليه حائطه ، ولا يريدون أنّه كان تحته ؛ فأخبر تعالى بقوله : (مِنْ فَوْقِهِمْ) عن فائدة ؛ لولاه ما فهمت. والعرب لا يستعملون لفظة (على) في مثل هذا الموضع إلاّ في الشرّ ،
__________________
(١) الشاعر مجهول ، وتمام البيت أورده ابن السكّيت متمثّلاً به في هذا التقارض المعنوي بين عن وعلى ، وتمام البيت :
أرمي عليها وهي فرع أجمع |
|
وهي ثلاث أذرع وإصبع |
(إصلاح المنطق : ٣١٠).
(٢) الأمالي : (ما أغيظك عليّ وما أغمّك عليّ).
(٣) م : (استهدمت).