تعالى : (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ)(١) ، وكقولهم للرجل : هذا هذا(٢) ، وأنت أنت ، وهم هم.
أقول : هذا الوجه هو اللائق بفصاحة القرآن وبلاغته ، وقد ذكرته في كتابي المسمّى بـ(المنتجب(٣) في المعاني والبيان والبديع) ، وقرّرناه وبسطنا القول فيه.
٢١ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ)(٤).
فقال : ما الفائدة في قوله : (مِنْ فَوْقِهِمْ) ؛ وهو ما يفيد إلاّ ما يفيد (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ) ؛ لأنّ مع الاقتصار على القول الأوّل لا يذهب فيهم أحد إلى أن السقف يخرّ من تحتهم؟
الجواب : قيل له : في ذلك أوجه :
أوّلها : أن يكون معنى (على) بمعنى (عن) ، فيكون المعنى : فخرّ عنهم السقف من فوقهم ؛ أي خرّ عن كفرهم وجحودهم بالله تعالى وآياته ، كما يقول القائل : اشتكى فلان عن دواء شربه ، فيكون «على» و «عن» بمعنى من
__________________
(١) الشعراء : ١٩.
(٢) م/ ر : (هذا) الثاني ، ونصّ الأمالي أيضاً كما أثبتناه.
(٣) ر : (المنتخب).
(٤) النحل : ٢٦ ؛ وتمام الآية : (قَدْ مَكَرَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُون).