إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العدد [ ١٢٤ ]

تراثنا ـ العدد [ ١٢٤ ]

290/494
*

أحدها : أن يكون المعنى : فغشيهم من ماء اليمّ البعضُ الّذي غشيهم ، لأنّه لم يغشَهم جميعُ مائه ، بل غشيهم بعضُه ، فقال : (ما غَشِيَهُمْ) ؛ ليدلّ على أنّ الّذي غرّقهم بعضُ الماء ، وأنّهم لم يغرقوا بجميعه ؛ واعتمد هذا الوجه الفرّاء ، وابن الأنبارىّ.

وثانيها : أن يكون المعنى : فغشيهم من اليمّ ما غشِي موسى وأصحابه ؛ لأنّ موسى وأصحابه ، وفرعون وأصحابه سلكوا جميعاً البحرَ ، وغشيهم كلّهم ؛ إلاّ أنّ فرعون وأصحابه لمّا غشيهم غرّقهم ، بخلاف موسى وأصحابه ، ويكون الهاء في قوله : (ما غَشِيَهُمْ) كناية عن موسى وقومه.

وثالثها : أنّه غشيهم من عذاب اليمّ وإهلاكه ما غشِي الأمم السالفة من العذاب والهلاك عند تكذيب أنبيائهم.

ورابعها : أن يكون المعنى : فغَشِيَهم من قبل اليمّ ما غشيهم من العطب والهلاك ؛ فيكون لفظة (غَشِيَهُمْ) : الأولى للبحر والثانية للهلاك والعطب اللذين لحقاهم من قبل البحر.

ويمكن في الآية وجهٌ آخرُ لم يذكر فيها ، وهو واضح لائق بمذاهب العرب في استعمالهم مثلَ هذا اللفظ ، وهو أن يكون الفائدة في قوله تعالى : (ما غَشِيَهُمْ) تعظيم الأمر وتفخيمه ؛ كما يقول القائل :

فعل فلان ما فعل ، وأقدم على ما أقدم ، إذا أرادوا التفخيم وكما قال