وبينهم.
ويجوز أيضاً أن يريد تعالى أنّ ظنونكم اختلفت ، وظنّ المنافقون منكم خلافَ ما وعدكم الله من النصر ، وظنّ المؤمنون ما يطابق وعد الله لهم.
أقول : وهو المراد ، والله أعلم أنّ به ظنّ بعضكم وهم المنافقون وضعفاء اليقين الظنون الفاسدة. والظنّ هنا بمعنى التهمة والمؤمن لا يتّهم الله وقد فرّج الله عنهم بعليّ عليه السلام ، وقتله لعمرو بن ودّ ، وعرفنا أنّه ما خاف من ذلك بمبارزته وقتله ، وهذه فضيلة لم ينلها المتقدّمون عليه ، وإلى الخلافة يسابقوه ، وما سابقوه في بدر ولا الأحزاب ويوم أحد ، وولّوا ولم يثبت غيره من الأصحاب ، فعلى عقولهم ورؤوسهم التراب ، فإنّهم لم يعرفوا صحباً من الأنساب.
١٩ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً)(١)
فقال : إذا كان السّبات هو النومَ ؛ فكأنّه قال : وجعلنا نومَكم نوماً ، وهذا لا فائدة فيه.
الجواب : قيل له : في هذه الآية وجوه :
منها : أن يكون المراد بالسّبات الراحة والدّعة ، قيل : وأصل السّبات
__________________
(١) النبأ : ٩.