وتمسّك بها ، والآيات على هذا التأويل تحتمل أن يكون سائر الأدلّة. ويحتمل أن يكون معجزات الأنبياء خاصّة وهذا التأويل مطابق للظاهر.
وثانيها : أن يصرفهم تعالى عن زيادة المعجزات التي يظهرها على يد الأنبياء عليهمالسلام ، بعد قيام الحجّة بما تقدّم من آياتهم ومعجزاتهم ؛ لأنّه تعالى إنّما يظهر هذا الضرب من المعجزات إذا علم أنّه يؤمن عنده من لم يؤمن بما تقدّم من الآيات ، فإذا علم خلاف ذلك لم يظهرها ، وصرف الذين علم من حالهم أنّهم لا يؤمنون بها عنها ، ويكون الصّرف على أحد الوجهين : إمّا بألاّ يظهرها جملة ، أو بأن يصرفهم عن مشاهدتها ، ويظهرها بحيث ينتفع بها غيره.
وثالثها : أن يكون معنى (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ) ، أيْ : لا أوتيها مَن هذه صفته ، وإذا صرفهم عنها فقد صرف عنهم ، وكلا اللّفظينْ يفيد معنىً واحداً.
ورابعها : أن يكون المراد بالآيات العلامات التي يجعلها الله تعالى في قلوب المؤمنين ؛ ليدلّ بها الملائكة على الفرق بين المؤمن والكافر ، فيفعلوا بكلّ واحد منهما ما استحقّوا من التعظيم والاستخفاف ، كما تأوّل أهل الحقّ الطبع والختم(١) اللذين ورد بهما القرآن على أنّ المراد بهما(٢) العلامة المميّزة
__________________
(١) م : (أهل المواضع والختم).
(٢) م : (بالعلامة).