أي : ليس بها ضبّ ينجحر ، وقولهم :
لا تُفزِعُ الأَرنَبَ أَهوالُها |
|
....................................(١) |
أراد : ليس بها أهوال فتفزع الأرنب ، ومثله(٢) :
.............................. |
|
لَم تُكحَل مِنَ الرَمَدِ(٣) |
أراد : ليس بها رمد فتكحلَ له. وعلى هذا التأويل الآيات التي وقع السؤال عنها ، لأنّه تعالى لمّا قال : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ) دلّ على أنّ قتلهم لا يكون إلاّ بغير حقٍّ ، وكذلك (وَمَنْ يَدْعُ) ـ الآية ، إنّما هو وصف لهذا الدعاء وإنّه لا يكون إلاّ عن غير برهان ، وكذلك قوله : (لاَ يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِ لْحافاً) معناه : لا مسألة تقع منهم ، ومثله : (وَلاَ تَشْتَرُوا بِآياتي ثَمَناً قَليلاً) والفائدة أنّ كلّ ثمن بها لا يكون إلاّ قليلاً ، فصار نفي الثمن القليل نفياً لكلّ ثمن.
أقول : يحتمل أنّ قوله : (بِغَيْرِ حَقٍّ) أي في اعتقادهم وفي نفوسهم أيضاً أنّ قتلهم لهم بغير حقٍّ ، كما قتلوا يحيى بن زكريّا ، وهذا قول أمير
__________________
(١) هذا ما سبق ذكره.
(٢) البيت للنابغة الذبياني ، وهو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري ، أبو أمامة. (ت ١٨ ق. هـ).
(٣) تمام البيت :
يَحُفُّهُ جانِبا نيق وَتُتبِعُهُ |
|
مِثلَ الزُجاجَةِ لَم تُكحَل مِنَ الرَمَدِ. |
(ديوان النابغة الذبياني : ١٤).