وقوله(١) : (وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقّ)(٢) وظاهر القول يقتضي أنّ قتلهم قد يكون بحقّ وقوله : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ)(٣) وقوله : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتي ثَمَناً قَليلاً)(٤) وقوله : (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِ لْحافاً)(٥).
والجواب : أنّ للعرب فيما جرى هذا المجرى من الكلام عادةً معروفة ومذهباً مشهوراً ، مرادهم بذلك ، المبالغةَ في النفي وتأكيده ، فمن ذلك في قولهم : (فلانٌ لا يرجى خيره) ، ليس يريدون أنّ فيه خيراً لا يرجى ، وإنّما يريدون أنّ مثله لا يرى قليلاً ولا كثيراً ، قال الشاعر(٦) :
عَلى لاحِب لا يَهتَدي بِمَنارِهِ |
|
...........................(٧) |
أي : لا منارَ له ، فيُهتدَى بها ، ومثله قول ابن أحمر(٨) :
................................. |
|
وَلا تَرى الضَبَّ بِها يَنجَحِر(٩) |
__________________
(١) م : (قولهم) بدل (قوله).
(٢) النساء: ١٥٥.
(٣) المؤمنون : ١١٧.
(٤) البقرة : ٤١ / المائدة : ٤٤.
(٥) البقرة : ٢٧٣.
(٦) الشاعر هو امرؤ القَيس بن حجر بن الحارث الكندي. (ت ٨٠ هـ).
(٧) الشطر الثاني : إذا سافَهُ العَودُ النُباطِيُّ جَرجَرا. الشطر الأوّل على رواية الأصمعي كما صرّح به السكري. (ديوان امرئ القيس ، ٢ : ٤٢٦) اللاحب : الملحوب ، الطريق البيّن الذي لحبته الحوافر أي أثّرت فيه ، فأطلق على كلّ طريق بين خفي.
(٨) هو عمرو بن أحمر الباهلي. (ت ٧٥ هـ).
(٩) الشطر الأوّل : لا تُفزِعُ الأَرنَبَ أَهوالُها. (شعر عمرو بن احمر الباهلي : ٦٧)