والفرقدان أيضاً لأنّها لابدّ يعدمان ، وكذا قيل : إلاّ ما شاء ربّك ، أيْ وما شاء.
الخامس : أن يكون المعنى : ومثل الذين كفروا في دعائهم الأصنامَ وعبادتهم لها ، واسترزاقهم إيّاها ، كمثل الراعي الذي ينعق بالغنم ويناديها ، فهي تسمع دعاءه ونداءه ولا تفهم كلامه ، فشبّه الأصنام بالغنم ، بل الغنم خير منها لا تسمع ولا تفهم والأصنام لا تسمع ولا تفهم من حيث لا تعقل الخطاب ، ولا تفهم ولا نفع عندها ، ولا مضرّة.
وقد اختُلفَ في (ينعق) فقيل : لا يقال : (نَعَقَ ، يَنعِقُ) إلاّ في الصياح من غير أن يمدّ عنقه ويحرّكها ، فإذا مدّها وحرّكها ثمّ صاح ، قيل : نعب ، ويقال أيضاً : نَعَبَ الفرس(١) يَنعِبُ ، ويَنعَبُ نَعباً ونَعيباً ونَعباناً ، وهو صوته ، ويقال : فرس مِنعَبٌ أي جوادٌ وناقة نَعّابة ، أىْ : سريعة(٢).
١٥ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله عزّ وجلّ : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ)(٣)
__________________
(١) يقال : نعب الغراب ، لا نعب الفرس باعتبار صوتها ، وصوت الفرس صهيل ، وإنّما يقال فرس مِنعب ، أو إبل نعوب ونعابة لسرعة سيرها ، وكذلك مدّ عنقها عند السير ، واستخدم هذا الفعل لصوت الدّيك أيضاً على الاستعارة.
(٢) من النَّعب : السير السريع.
(٣) آل عمران : ٢١ ؛ وقد تكرّر هذا المعنى في عدّة من الآيات ، منها : البقرة : ٦١/ آل عمران : ١١٢/ المائدة : ٧٠.