أراد : أرشدٌ أم غيّ(١) ، فاكتفى بذكر الرشد عن الغيّ لوضوح الأمر.
الرابع : أن يكون المراد : ومثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام التي يعبدونها وهي لا تعقل ولا تفهم ولا تضرّ ولا تنفع كمثل الذي ينعق دعاءً ونداءً بما لا يسمع صوته جملة ، والدعاء والنداء ينصبان على هذا القول بـ (ينعق) ، وإلاّ توكيد للكلام ، ومعناها الإلغاء ، قال الفرزدق(٢) :
هُمُ القَومُ إلاّ حَيثُ سَلّوا سُيوفَهُم |
|
..................................(٣) |
فـ (إلاّ) ملغاة.
أقول : وكذا قيل في قوله(٤) :
............................... |
|
لَعَمرُ أَبيكَ إلاّ الفَرقَدانِ(٥) |
__________________
عَصاني إلَيها القَلبُ إِنّي لأَمرِهِ |
|
سَميعٌ فَما أَدري أَرُشدٌ طِلابُها |
(ديوان أبي ذُؤيب الهذلي : ٥٨).
(١) م : (عمي) بدل (غيّ) ، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) الفَرَزدَق هو همّام بن غالب بن صعصعـة التميمي الـدارمي ، أبو فـراس. (ت ١١٠ هـ).
(٣) الشطر الثاني : وَضَحّوا بِلَحم مِن مُحِلّ وَمُحرِمِ. (ديوان الفرزدق : ٥٣٠).
(٤) البيت لعمرو بن معدي كرب الزَبيدي وهو عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي. (ت ٢١ هـ).
(٥) الشطـر الأوّل منه : وكُـلُّ أَخ مُفَارِقُـهُ أخـوهُ. (شعـر عمـرو بن معـدي كرب : ١٧٨).
وهو عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي. (ت ٢١ هـ).