أحدهما : المدح ، كقول الخِرنِق بنت بدر(١) :
لا يَبعَدَن قَومي الَّذينَ هُمُ |
|
سُمُّ العُداةِ وَآفَةُ الجُزرِ |
النازِلونَ بِكُلَّ مُعتَرَك |
|
وَالطَيِّبونَ مَعاقِدَ الأُزرِ(٢) |
فنصب ذلك على المدح ، وربّما رفعوهما جميعاً ، ومنهم من ينصب النازلين ، ويرفع الطيّبين ، ومنهم من عكس ذلك.
والوجه الآخر : أن يكون معطوفاً على ذوي القربى ، ويكون المعنى : (وآتى المال على حبّه ذوي القربى والصابرين) ، قال الزجّاج : والوجه هو الأوّل ، فأمّا توحيد الذكر في موضع وجمعه في آخر ، فلأنّ (من آمن) ، لفظه الواحدة ومعناه الجمع ، فما جاء بعده موحّدًا أجري على اللفظ ، وما جاء مجموعاً أجري على المعنى ، واعلم أنّ حمزة وعاصم في رواية حفص قرءا : ليس البرَّ ، بالنصب ، وقرأ الباقون بالرفع ، لأنّهما معرفتان ، فإنّهما سبب جعله(٣) اسم ليس والآخر خبراً.
١٤ ـ تأويل آية
إن سأل سائل عن قوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذي
__________________
(١) هي الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك من بني ضبيعة ، البكرية العدنانية. (ت ٥٠ هـ) ، وهي أخت طرفة ابن العبد لأمّه.
(٢) ديوان الخرنق بنت بدر : ٨٣.
(٣) م : (جعلته).