الثاني : أن تكون الهاء راجعة على من آمن ، فيكون المصدر مضافاً إلى الفاعل ، ولم يذكر المفعول لوضوحه.
الثالث : أن ترجع الهاء على الإيتاء الّذي دلّ (آتَى) عليه ، والمعنى : وأعطى المال على حبّ الإعطاء ، ومثله قول الشاعر :
إذا نهى السّفيه جرى إليه |
|
وخالف والسّفيه إلى خلاف(١) |
أراد : جرى إلى السّفه الّذي دلّ ذكر السفيه عليه.
الرابع : أن تكون الهاء راجعة إلى الله تعالى ، أي : وآتى المال على حبّ الله.
وقد ذكر وجه آخر وهو أن تكون الهاء راجعة إلى (من آمن) أيضاً ، وينصب ذوي القربى بالحبّ ولا يجعل لـ : (آتى) منصوباً لوضوح المعنى ، ويكون تقدير الكلام : وأعطى المال على حبّه ، فأمّا قوله تعالى : (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ) ، ففي رفعه وجهان :
أحدهما : أن يكون مرفوعاً على المدح ، لأنّ النعت إذا طال وكثر رفع بعضه ، ونصب على المدح ، ويكون المعنى وهم الموفون بعهدهم ، قال الزجّاج : وهو أجود الوجهين.
والثاني : أن يكونَ معطوفاً على (من آمن) ويكون المعنى : ولكنّ البرّ وذوي البرّ المؤمنون والموفون بعهدهم ، وأمّا نصب الصابرين ففيه وجهان :
__________________
(١) الشعر نقله ابن قتيبة عن الفرّاء. (العمدة في صناعة الشعر ونقده ، قيروانى : ٢ : ١٠٦٧)