أي كحلنا العيونا](١).
٩ ـ تأويل آية
قوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِيْنَ إلاّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم)(٢).
وظاهر هذه الآية يقتضي أنّه تعالى ما شاء أن يكونوا أمّةً واحدةً وأن يجتمعوا على الإيمان والهدى وهذا بخلاف ما تذهبون إليه ، وقوله : (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم) لا يخلو من أن يكون عنى أنّه للاختلاف خلقهم وللرحمة ولا يجوز أن يعني الرحمة ، لأنّ الكناية عن الرحمة لا تكون بلفظ ذلك ولو أرادها لقال : (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم) ، فلمّا قال : (ولِذلك) كان رجوعه إلى الاختلاف أولى.
الجواب : قوله : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ) ، فإنّما عنى به المشيئة على سبيل الاختيار لا الإجبار ، وإنّما أراد تعالى أن يخبرنا عن قدرته وأنّه ممّن لا يغالب ولا يعصى مقهوراً ؛ من حيث كان قادراً على إلجاء العباد وإكرامهم على ما
__________________
كلمات الناس : ٥٧) ؛ والعسكري في (كتاب الصناعتين : ١٨٢). وفي ديوانه رواية أخرى ، وهو :
وَهِزَّةِ نِسوَة مِن حَيِّ صِدق |
|
يزجِّجن الحواجب والعيونا |
(ديوان الراعي النمري : ٢٣٢).
(١) ما بين المعقوفتين ليس في الأمالي.
(٢) هود : ١١٨.