وَيَصَمُّ عَمَّا كانَ بَينَهُما |
|
سَمعِي وَما بِـي غَيرهُ وَقرُ(١) |
وقوله : ولا يؤذن لهم فيعتذرون أي لا يستمع إليهم ولا يقبل عذرهم والعلّة ما ذكرناه(٢).
٨ ـ تأويل آية
قوله تعالى مخبراً عن مهلك قوم فرعون : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرينَ)(٣).
قيل : كيف يجوز أن يضيف البكاء إليهما ولا يجوز عليهما؟!
الجواب : في هذه الآية وجوه من التأويل :
أوّلها : أنّه أراد أهل السماء والأرض ، لقوله : (وَسْئَلِ الْقَرْيَة)(٤).
وثانيها : أنّه تعالى أراد المبالغة في وصف القوم بصغر القدر وسقوط المنزلة ، لأنّ العرب إذا أخبرت عن عظم المصائب بالهالك ، قالت : كسفت ، لفقده الشمس وأظلم القمر ، وبكاء الليل والنهار والسماء والأرض ، يريدون
__________________
(١) ديوان مسكين الدارمي : ٦٠ و٦١.
(٢) ح (م) : أقول : يمكن أن يكون المراد من عدم نطقهم باختيارهم إي أنّهم لا ينطقون في هذا اليوم باختيارهم ، بل هو موقوف على إذن ربّهم.
(٣) الدخان : ٢٩ ؛ (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ * فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ).
(٤) يوسف : ٨٢.