حفظها لعفافها ، وقوله : لم تضيّع ، أي لم تهمل في أغذيتها فتشقى.
أقول : الأبله هو الذي عليه غلبة سلامة الصدر وبه فسّر قوله عليه السلام : (أكثر أهل الجنّة البله). والأبله هو الذي يكون منشغلاً بأمور الآخرة لا بأمور الدنيا ، فتسمية أهل الدنيا أبله ، ويقال : عيش(١) أبله ، إذا كان ناعماً قليل الغموم(٢).
ويمكن أن يكون في البله جواب آخر ، وهو أن نحمله على البَله الذي هو الغفلة والنقصان ، ويكون معنى الخبر أنّ أكثر أهل الجنّة الذين كانوا بلهاً في الدنيا ، فعندنا أنّه تعالى ينعّم الأطفال في الجنّة والمجانين والبهائم ، وإنّما لم نجعلهم بُلهاً في الجنّة لأنّهم إذا دخلوها لم يدخلوها إلاّ وهم على أفضل الحالات وأكملها.
٧ ـ تأويل آية
قوله تعالى مخبراً عن يوم القيامة : (.. ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَل مَعْدُود * يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ..)(٣) وقال في موضع آخر : (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ)(٤) وفي
__________________
(١) م / ر : عيس.
(٢) م / ر : (ضنياً كديداً عوداً) وفيه غموض ، فاستبدلنا به (ناعماً قليل الغموم) كما ورد في المصادر اللغوية.
(٣) هود : ١٠٣و ١٠٤و ١٠٥.
(٤) المرسلات : ٣٥.