الجاحظ أنّ اللحن هنا اللحن في الإعراب وقال : إنّ اللحن مستحب في النساء وليس مستحب منهنّ كلّ الصواب(١) ، والتشبيه بفحول الرجال ، واستشهد بأبيات مالك بعينها ، وتبعه على هذا الغلط عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوريّ.
٤ ـ تأويل آية
إن سأل سائل فقال : ما تقولون في قوله تعالى : (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبينٌ)(٢) وقال في موضع آخر : (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ)(٣) والثعبان هو الحية العظيمة الخلقة والجانّ الصغير من الحيّات ، فكيف اختلف الوصفان والقصة واحدة؟!
الجواب : إنّ الذي ظنّه السائل من كون الآيتين خبرا عن قصة واحدة
__________________
فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ فَقَالَ لَهُ كُلُّ وَاحِد مِنَ الرَّجُلَيْنِ يَا رَسُولَ اللهِ حَقِّي هَذَا لِصَاحِبِي فَقَالَ وَلَكِنِ اذْهَبَا فَتَوَخَّيَا ثُمَّ اسْتَهِمّا ثُمَّ لْيُحَلِّلْ كُلُّ وَاحِد مِنْكُمَا صَاحِبَهُ.
وأمّا اللفظ الذي ذكره الشريف المرتضى فهو مختلف يسيراً من نصّ الحديث ، وذكرته الكتب الحديثية بما نقلنا عن معاني الأخبار ، إلاّ أنّ الشيخ الطريحي أورده مثل ما أورده الشريف (مجمع البحرين ومطلع النيّرين ، ٦ : ٣٨٠) وهو متأخر عنه بقرون ولعلّه أخذه عنه.
(١) م : (الصوت).
(٢) الأعراف : ١٠٧ ؛ الشعراء : ٣٢.
(٣) القصص : ٣١.