أإنّ لي نعلا وجاري حافِ |
|
وإنّني مثر وجاري عافِ |
يؤمنُني اللّوّام أن تخافي |
|
وأن تبيتي نهزة الطّوّافِ(١) |
... إلى آخر ما قال في أرجوزته.
وكذلك يزوّدنا الديوان ما قاله موازناً قصيدة أخيه الرّضي رحمهالله :
مرّت بنا بمُصلّى الخيف سانِحةٌ |
|
كظبية أفلتت أثناء أشواكِ |
نبكي ويضحكها منّا البكاء «لها» |
|
ماذا يمرّ من المسرور بالباكي(٢) |
ولمّا كاتبه أبو سعد علي بن محمّد بن خلف بقصيدة يعزّيه فيها عن والده ، أوّلها :
يا برق حام على حياك وغايرِ |
|
أن تستهلّ بغير أرض الحائرِ |
فأجابه على نفس الوزن والقافية بقصيدة أوّلها :
هل أنت من وصب الصبابة ناصري |
|
أو أنت في نصب الكآبة عاذري(٣) |
وهكذا يحمل لنا ديوانه من لآلي شعره ودرره ما يحكي ويفصح عن قوّة شاعريّته وتصرّفه في فنون الشعر ، فإذا أردنا أن نميّز أسلوبه ومسلكه الشعري فهو الشاعر البَدَويّ الحضريّ الحماسيّ الغزليّ ... فرياض شعره ممرعة ونواديه ممتعة وحياضه مترعة ، واعتماداً على ما ذكرناه وعلى ما يضمّه ديوانه من كوامن شعره التي صار يضاهي بها تارة شعراء الجاهلية
__________________
(١) ديوان الشريف المرتضى : ٢ / ١٣٥.
(٢) ديوان الشريف المرتضى : ٢ / ٢٣٣.
(٣) ديوان الشريف المرتضى : ١ / ٥١٨.