سقى الله الشباب الغضّ راحاً |
|
عتيقاً أو زلالاً مثل راحي |
ليالي ليس لي خلقٌ معيبٌ |
|
فلا جِدِّي يذمّ ولا مزاحي |
وإذ أنا من بطالات التصابي |
|
ونشوات الغواني غير صاحِ |
وإذ أسماعهنّ إليَّ ميلٌ |
|
يصخن إلى اختياري واقتراحي |
فدونكها ابن حمد ناقضات |
|
لقول فتىً تجلّد للّواحي |
فقال وليس حقّاً كلّ قول |
|
«أهذا الشيب يمنعني مراحي» |
وقاني الله فقدك من خليل |
|
ثنت منّي مودّته جماحي |
فكان على قذى الأيّام صفوي |
|
وكان على مناديها صباحي(١) |
وهكذا إذا سرنا في ربوع ديوانه وارتشفنا من سلسال شعره وزلال روافد بيانه وانتشقنا من أريج عبَق زهور جنانه لراقنا نضيد جمانه ولرأيناه كيف أخذ الأدب من زمامه وعنانه وقارع به الفحول من أقرانه وفاقهم أدباً وشعراً في عصره وزمانه.
وهذا هو ديوانه قد جمع لنا بين دفّتيه شعره اللامع وبيانه الجامع ما يحكي عن جميل صناعته وبراعته في صنوف الشعر وما ساقه إليه طيف الخيال في الأدب والبرق والتفريع من البديع والتشوّق والتلهّف وفي التوكلّ على الله وفي الذمّ والتذمُّم وفي الحكمة والتهنئة والمدح والحماسة والفخر وفي الرثاء والتعزية وفي الزهد وفي الشكوى والتوجُّع والشيب والطيف والعتاب والاعتذار والعزّ وفي ما قاله غرض له وفي الغزل وفنون شتّى وفي
__________________
(١) ديوان الشريف المرتضى : ١ / ٣٤٥.