الأشعري ، وأبي أمامة الباهلي.
وجاء في لفظ أبي أمامة أن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «يا عائشة بنت أبي بكر ، ويا حفصة بنت عمر ، ويا أمّ سلمة ، ويا فاطمة بنت محمّد ، ويا أمّ الزبير عمّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) اشتروا أنفسكم من النار ... فبكت عائشة وقالت : يا حبّي وهل يكون ذلك يوم لا تغني عنّا شيئاً؟ ...» الحديث.
إلاّ أنّ هذا ليس بتام ؛ لكونه حديثاً معلولاً من حيث السماع ، فضلاً عن نكارة متنه.
ـ أمّا من جهة السماع ، فلأنّ هذه الحادثة سبقت إسلام أبي هريرة ـ راوي الحديث ـ بثمانية عشر عاماً أو أكثر ، وكان عمره في ذلك الوقت نحو عشر سنين ، يكتنفه البؤس والجوع ، منشغلاً برعي الغنم والحُمر في جبال دوس باليمن ، واللعب مع هرته ـ كما حكاه الترمذي وابن سعد وابن عساكر وغيرهم(١) ـ التي كنّي بها حتّى لازمته إلى أن مات ، ولم يعرف له اسم صحيح على التحقيق إلى يومنا هذا ، ولا ندري متى حضر ورأى قيام النبيّ وسمع خطابه لقريش وما ألَّم بالإسلام إلاّ بعد غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة؟!
ـ وكذلك الحال بالنسبة لرواية أبي موسى الأشعري ؛ فإنّه لم يسلم إلاّ بعد غزوة خيبر.
ـ وأيضاً لا يمكن قبول ما روي عن ابن عبّاس ؛ لأنّه لم يكن قد ولد
__________________
(١) انظر : سنن الترمذي ج٥ ص٦٤٤ ح٣٨٤٠ ، طبقات ابن سعد ج٥ ص٢٣٤ ، تاريخ دمشق ج٦٧ ص٣١٢ ـ ٣١٣ ، سير أعلام النبلاء ج٢ ص٥٨٨.