عليّ عليهالسلام من بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) لقرينة قوله (صلى الله عليه وآله) : «وخليفتي من بعدي» مع فرض السمع والطاعة له بقرينة قوله (صلى الله عليه وآله) : «فاسمعوا له وأطيعوا».
وما ورد في بعض النصوص من قوله «وخليفتي في أهلي» فالظاهر أنّه من إضافات الرواة أو تحريفاتهم كما لا يخفى ، وإلاّ فلا وجه لقوله (صلى الله عليه وآله) لبني عبد المطّلب «فأسمعوا له وأطيعوا» إذا كانت خلافته مقتصرة على أهله فحسب.
أمّا ما رواه جمع من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد عن أبي هريرة أنّه قال : قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أنزل الله عزوجل : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ) ، قال : «يا معشر قريش ـ أو كلمة نحوها ـ اشتروا أنفسكم ، ولا أغني عنكم من الله شيئاً يا بني عبد مناف ، لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ياعبّاس بن عبد المطّلب ، لا أغنى عنك من الله شيئاً ، ويا صفيّة عمّة رسول الله ، لا أغني عنك من الله شيئاً ، ويا فاطمة بنت محمّد ، سليني ما شئت من مالي ، لا أغني عنك من الله شيئاً»(١).
وروي نحو هذا اللفظ عن ابن عبّاس ، وعائشة ، وأبي موسى
__________________
(١) انظر : صحيح البخاري ج٤ ص٥٣ ح١٦ ؛ وج٦ ص٢٠٣ ح٢٦٤ ، صحيح مسلم ج١ ص١٣٣ ، سنن الترمذي ج٥ ص٣١٦ ح٣١٨٥ ، سنن النسائي ج٦ ص٢٤٨ ـ ٢٥٠ ، سنن الدارمي ج٢ ص٢١٠ ح٢٧٢٨ ، مسند أحمد ج٢ ص٣٣٣ و٣٥٠ و٣٦٠ و٣٩٨ و٤٤٩ و٥١٩ ، المعجم الكبير ج٨ ص٢٢٥ ح٧٨٩٠ ، المعجم الأوسط ج٨ ص٢٨٤ ـ٢٨٥ ح٨٥١١ ، مسند أبي يعلى ج١١ ص٢١٣ ح٦٣٢٧ ، صحيح ابن حبّان ج٨ ص١٧٣ ح٦٥١٥.